عن المحارم
وقال صلّى الله عليه وسلّم : ( ما من يوم
طلعت فيه شمسه الا وملكان يناديان
يسمعهما خلق الله الاّ الثّقلين أيّهما النّاس
هلمّوا الى ربّكم انّ ما قلّ وكفى خير ممّا كثر
وألهى )
وقال النّبيىّ صلّى الله عليه وسلّم : ( ثلاث اذا
كنّ فيك فلا يضرّك ما فاتك من الدّنيا,صدق
حديث, وحفظ أمانة, وعفّة من طمع. )
تمّ الجزء الأوّل ويليه الجزء الثّانى ان شآء الله
٢
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله هدى من احبّه الى الصّراط
المستقيم,والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد
صاحب الخلق العظيم, وعلى آله واصحابه
ومن تأدّب بآدابه.
( امّا بعد ) فهذا مختصر لطيف فى علم
الأخلاق يشتمل مقرّر السّنة الأولى فى المعاهد
الدّينية, توخّيت فيه سهولة اللّفظ, وجزالة المعنى
والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن ينفعبه النّفع العميم.
المؤلف
حافظ حسن المسعود
٣
علم الأخلاق
هوعلم يعرف به صلاح القلب وسائر الحواسّ (١) وموضعه : الأخلاق من حيث التحلّي بمحاسنها, والتخلّي عن رذائلها . وثمرته : صلاح القلب وسائر الحواسّ في الدنيا , والفوز بأعلى المراتب في الأخرة.
فضل العلم
العلم أشرف ما رغب فيه الطالب, وأفضل ما يتحلى به الراغب ونور يستضئ به الإنسان في هذه الحياة,إذ به يطيع الله عزّ وجلّويعرف الحلال والحرام,ويميّز النافع من الضارّ, وبه يكون الإنصاف , والتحلّي بجميل الأوصاف .
٢٢
والرّضا باليسير
قال الله تعالى :" يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف تعرفهم بسيماهم لايسئلون النّاس الحافا "(سورة البقرة )
وقال النّبي صلى الله عليه وسلّم : ( طوبى لمن هدي
للاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به )
ولا يكون الانسان تامّ العفّة حتّى يكون عفيف اليد
واللّسان, والسّمع والبصر.
فعفّة اليد ألاّ يمدّها الى المحرّمات, وعفّة اللّسان الاّ
ينطق بألفاظ القبيحة, وعفّة السّمع عدم الاصغاء الى المسموعات المحرّمة, وعفّة البصر غضّه
٢١
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( آية المنافق ثلاثة
اذا حدّث كذب واذا وعد أخلف, واذا اؤتمن خان.)
العفّة
هي كفّ النّفس عن المحرّمات واجتناب مالا يجمل
وهي من أشرف الخصال ,وأجلّ الصّفات وعليها
يتفرّع كثير من الفضائل , كا الصّبر, والقناعة,
والزّهد وغنى النّفس والسّخاء.
فهي كنز من لامال معه وتاج من لاشرف له
وسببهما انقطاع الطّمع وترك الحرص على كسب
المال.
٤
من أكبر الوسائل (١)الى نيل العزّ والشّرف,
ولولاه ما رقية الأمم,ولا تقدّمت الصّناعات الّتى
أفادت هذا العلم فائدة عظيمة.ولكن لايغنى العلم بلا
عمل, اذ العلم كالأسّ(٢) والعمل كاالبناء,ولا يمكن
الاستغناء بأحدهما دون الآخر.وقد قيل: العلم بلا
عمل كاالشّجر بلا ثمر, وكاالسّحاب بلا مطر.
ومن اراد زيادة العلم فعليه بتقوى الله فى السّر
والعلانية, قال الله تعالى : " قل هل يستوى الّذين
يعملون والّذين لايعملون "(سورة الزّمر)
وقال تعالى : " يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين
اوتوا العلم درجات" (سورة المجادلة )
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " أوحى الله
الى ابراهيم عليه السّلام: انّى عليم احبّ كلّ عليم
٥
وقال سيّدنا عليّ رضي الله عنه :
ففز بعلم ولا تجهل به ابدا * النّاس موتى واهل العلم أحياء
فضل العلم
للتّعليم فضائل كثيرة, فانّه يهذّ ب النّفوس,ويقوم المعوج من
الأخلاق, ويهدى الى طريق الخير.
وهو من اشراف الأعمال, وافضال القربات, اذ لولاه لجهل
النّاس أمور دينهم ودنياهم, واتّبعوا أهواءهم وما تميل اليهم
نفوسهم, ولذا أرسل الله تعالى اليهم الرّسل رحمة بهم وشفعة
عليهم.
قال الله تعالى : ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة
الحسنة ( سورة النّخل )
وقال تعالى:"ومن احسن قولا ممّن دعا الى الله وعمل صالحا
وقال انّنى من المسلمين " (سورة فصلت )
وقال تعالى : ولتكن منكم أمّة يدعون الى
٢۰
قال الله تعالى: انّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات الى اهلها(النّساء)
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( لا ايمان لمن لاأمانة له
ولا دين لمن لا عهد له)
وامّا الحيانة : فهي عدم المحافظة على حقوق الله تعالى وحقوق
عباده.
ولا ريب أنّها من الخصال الممقوتة, والصّقات المذمومات,
ومن مضارّها ما يأتى :
الأوّل : أن يوصف صاحبها بالغدر, ونقص الدّين, وانحطاط
الهمّة ودناءة النّفس.
الثّانى : اعراض النّاس عنه لاساءته اليهم,وقطع يده اذا سرق منهم
وبغض الله له, وتعذيبه ايّاه, لأنّه لم يراع ما كلّفه به.
قال تعالى : " يأيّها الّذين آمنوا لاتخونوا الله والرّسول وتخونوا
أماناتكم وانتم تعلمون"( سورة الأنفال )
١٩
بامتثال ما امر به, واجتناب ما نهى عنه, كأداء الفرائض والواجبات
فى اوقاتها المحدودة لها, على النّظام الّذى وضع لها.
وأمّا المحافظة على حقوق العباد فهي : أن يؤدّي الانسان ما أؤتمن
عليه من مال وكّل اليه أمر حراسته الى أهله سالما كاملا بدون
تسويف, ولا مماطلة, وألاّيفشي سرّا أودع عنده,وألاّ ينقض عهد
من عاهده, وألاّ يغشّ أحدا فى معاملته, وان يحافظ على من جعل
تحت رعايته, وأن يستعمل أعضاءه فيما خلقت يستعمل أعضاءه
فيما خلقت له.
فعمل العين أن تنظر الى الحلال , وعمل الّلسان أن يتكلّم بالصّدق
وعمل القلب ألاّيضمر لأحد سوءا, وهكذا.
٦
الخير(١) ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم
المفلحون (٢) ( سورة آل عمران )
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ حين بعثه الى اليمن :
" لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدّنيا وما فيها "
الطّاعة
هي الامتثال لمن يجب له الانقياد, ولن يتمّ بغيرها نظام, ولم يسعد
بدونها مجتمع ,اذ هي عنوان الاخلاص , ودليل المحبّة, وشعار
المؤمن, وزاد مسلم.
وتجب الطّاعة:
أوّلا : لله تعالى, ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم, ولولاة الأمور
الّذين يأمرون بطاعة الله ورسوله.
قال الله تعالى : " ياأيّها الّذين امنوا أطعوا الله وأطعوا
٧
الرّسول واولى الأمر منكم,( سورة النّساء )
وقال تعالى : " فاالتّقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وانفقوا
خيرا لأنفسكم" ( سورة التّغابن )
وقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: من كرها من أمير شيئا فليصبر
فانّه من خرج من السّلطان شبرا مات ميتة جاهليّة(٢).
والمراد باالسّلطان : الامام العادل الّلذى يحكم بين النّاس بما
انزل الله.
ثانيا : للوالدين : قال تعالى " وبالوالدين احسانا "(سورة النّساء)
ثالثا : للمخلصين من العلمآء والمربّين فانّهم هم الّذين يبذلون
جهدهم فى تثقيف العقول وتهذ يب النّفوس.
الرّفق بالانسان
هو أن يساعد الانسان المعسر (٣) بماله وينصر المظلوم
١٨
صغيرا " ( سوراة الاسراء)
وقل النّبيّ صلّى الله ليه وسلّم : " ألا أخبركم بأكبر الكبائر( ١)
قلنا بلى يارسول الله , قال : الاشراك بالله, وعقوق الوالدين."(٢)
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : "من أرضى والديه فقد أرضى
الله ومن اسخط والديه فقد اسخط الله ".
الأمانة
هي المحافظة على حقوق الله تعالى, وحقوق عباده, فبها يكمل
الدّين وتصان الأعراض وتحفظ الأموال.
أمّا المحافظة على حقوق الله تعالى فتكون
١٧
الثّانى : ألاّ يؤذ يهما ولو بقول أفّ لما لهما عليه من الحقوق
الثّالث : أن لايمشي امامها لأنّ ذالك ينافى الأدب
الرّابع : أن يدعولهما بالرّحمة والمغفرة فانّه لايستطيع أن يكافئهما
على ما صنعا من الخير والمعروف.
الخامس : أن يأمرهما بالمعروف وينهاهما عن المنكر ليكون سببا
فى وجوده
السّادس : أن يساعدهما اذا قدر لاسيّما اذا كبرا او عجز عن القيام
بما يلزمهما
قال الله تعالى : وبالوالدين احسانا امّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما افّ ولا تنهر هما (١) وقل لهما قولا كريما(٢)
واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّيانى
٨
بجاهه.وأن ينفّس (١) عن المكروبكربته(٢) وأنّّ يغيث الملهوف
ويعين الضّعيف
ولاريب أنّ من فعل ذالك فقد صار محبّبا الى قومه معظّما فيهم
وأسعد العالم عند الله * من ساعد النّاس بفضل الجاه (٣)
ومن أغاث البائس الملغوفا * أغاثه الله اذا أخيفا
قال الله تعالى : واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين(سوراة الشعراء )
وقال : ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا(٤) من حولك (سوراة آل عمران )
وقال : فأمّااليتيم فلا تقهر وأمّاالسّائل فلا تنهر(٥) ( سوراة الضّحى )
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " من أوتي حظّه (٦)
من الرّفق فقد أوتي حظّه من الدّ نيا والآخرة "
٩
الرّفق بالحيوان
الحيوان هو ذلك المخلوق الّذى سخّره الله لنفعنا وخد متنا, والرّفق
به : أن نشفق عليه, ونحسن اليه.
قال الله تعالى : " والأنعام (١) خلقهالكم فيها د فئ ومنافع ومنها
تأكلون, ولكم فيها جمال (٢) حين تريحون(٣) وين تسرحون (٤).
وتحمل أثقالكم (٥) الى بلد لم تكونوا بالغيه (٦) الاّ بشقّ (٧) الأنفس
انّ ربّكم لرئوف رحيم, والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة
ويخلق مالا تعلمون " (سورة النّخل )
وقال تعالى : " وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفّونها يوم
ظعنكم (٨) ويوم اقامتكم ومن اصوافها
١٦
ذلك موجب للسّقوط من أعين النّاس وألاّ يعظّم غنيّا لغناه
ولكن لدينه وأدبه.
قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " من أخلاق النّبيّين والصّدّيقين
البشاشة اذاتراءوا والمصافحة (١) اذا تلاقوا "
محبّة الوالدين
يجب على كلّ انسان أن يحبّ والديه محبّة صادقة, فانّهما السّبب
فى وجوده, وقد تعبا فى يربيته تعبا كبيرا. أمّاالأمّ : فقد حملته
كرها(٢) ووضعته كرها, وهي الّتى قاست كثيرا من الآم الرّضاعة
والتّربية.
وأمّاالأبّ : فقد بذل وسعه فيما يعود (٣) اليه بالنّفع من تربية
جسمه وروحه.وللوالدين على الولد حقوق كثيرة :الأوّل : أن يمتثل أمرهما الاّ اذا كان بمعصية.
١٥
كذّابا ؟ قال : لا
ومن ثمرات الصّدق : معرفة حقائق الأشياء, والنّجاح فى الأعمال
واكتساب محبّة الله تعالى ومحبّة النّاس, والوثوق به والاقبال عليه
حسن المعاشرة
هي أن يعامل الانسان من يعاشره بالصّدق, والبشاشة(١) ولين الجانب
فانّ ذالك يوجب المودّة, ويجلب المحبّة, وأن يتودّد اليه بلسانه
فيشكره على صنيعه معه, وأن يبدأه بالسّلام, ويدعوه بأحبّ الأسماء
اليه, ويوسّع له فى المجلس, وأن يذكر محاسنه ويصفح(٢) عنزلاّته(٣)
وأن يدافع عنه فى غيبته كلّما قصد بسوء, وألاّ يذيع(٤) له سرّا
استودعه, وأن يترك الافتخار بالجاه والغنى فانّ
١٠
وأوبارها واشعارها أثاثا ومتاعا الى حين "(سورة النّخل)
هذا الحيوان كثير النّفع, يتألّم من الجوع والعطش,
والحرّ والبرد ويؤذيه العمل الشّاقّ .
لذلك كان من الواجب على الانسان أن يشفق عليه , ويرفق به
فيعطيه حظّه من المأكل , والمشرب والمأوى(١) وألاّ يعذّبه فى أثناء
قتله, أو ذبحه, وألاّ يمثّل به
قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : انّ الله عزّ وجلّ كتب الاحسان (٢)
على كلّ شئ فاذ قتلتم (٣) فأحسنوا القتلة واذ ذبحتم فأحسنوا الذّبحة
وليحدّ(٤) أحدكم شفرته(٥) وليرحذبيحته.
وقال : ماكان الرّفق فى شئ الاّ زانه ولا نزع من شئ الاّشانه(٦)
١١
وقال : من مثل بحيوان فعليه لعنت الله والملائكته والنّاس أجمعين
حسن الخلق
هو أن يتحلّى الانسان بالأخلاق الحميدة, ويتخلّى ن الصّفاة الذّهيمة
ومن علامة حسن الخلق طلاقة الوجه عند الّلقاء, ولطف الكلام,
ولين الجانب,
وكفى حسن الخلق فضلا أنّه يستميل النّفوس ويورث المحبّة
ويؤكّد المودّة, ويقود (١) الى الفعل الحسن
قال الله تعالى : مثنيا على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم :
" وانّك لعلى خلق عظيم " (سورة القلم )
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " اتّق الله
١٤
الثّالث : الدّين, فانّه يأمر بالصّدق وينهى عن الكذب ,
وقال الله تعالى : " يأيّها الّذين آمنوا اتّقواالله وكونوا مع الصّادقين"
(سورة التّوبة )
وقال تعالى : واذكر فى الكتاب ادريس انّه كان صدّيقا نبيّا(سورة مريم)
وقال تعالى : انّما يفترى الكذب الّذين لايؤمنون بآيآت الله(سورة النّخل )
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " تحرّو الصّدق وان رايتم أنّ فيه
الهلكة(١) فانّ فيه النّجاة, وتجنّبوا(٢) الكذب, وان رأيتم انّ فيه النّجاة
فانّ فيه الهلكة "
وقال الشّاعر :
عوّد لسانك قول الصّدق تحظ به انّ الّلسان لما عوّدت معتاد
وقيل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أيكون المؤن جبانا ؟
قال : نعم.
قيل أفيكون بخيلا ؟ قال : نعم. قيل أفيكون
١٣
كذب, واذا وعد أخلف, واذا اؤتمن خان.
وقد جاء فى منثور الحكم : حبّذ الوادق(١) اذا رعد والصّادق اذا وعد
وقال الشّاعر :
اذا قلت فى شيئ نعم فأتمّه فانّ نعم دين على الحرّ واجب
والاّ فقل : لا, تسترح وتر بها لئلاّ يقول النّاس انّك كاذب
الصّدق
هو الاخبار بما يطابق الواقع, وهو من أجلّ الفضائل قدرا, وأسناها
ذكرا, وأولاها(٢) بالعناية, وأحدرها بالمحافظة,لولاه مابقي اجتماع
ولا كانت حضارة,وأسبابه ثلاثة :
الأوّل : العقل, فانّه يدرك منافع الصّدق ومضارّ الكذب
الثّانى : المروءة, فانّ صاحبها لايرضى لفسه الاّ الصّدق
١٢
حيثما كنت(١) وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها(١) وخالق النّاس بخلق حسن.
الوفاء بالوعد
هو أن يفي الانسان بما وعد به على الوجه الأتمّ,وهو منن الأخلاق
الكريمة الّتى تكسب المرء ثقة معاشريه وميلهم الى معاملته
ومعاونته ينال به صاحبه بين النّاس حسن الذّكر, وجميل الأحدوثة
فى حياته, وبعد مماته.
قال الله تعالى : " واذكر فى الكتاب اسماعيل انّه كان صادق الوعد
وكان رسولا نبيّا " (سورة مريم)
وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " ثلاث من كنّ فيه كان منافقا
وان صام وصلّى وزعم انّه مسلم اذا حدّث
Tidak ada komentar:
Posting Komentar